من الاخلاق الحسنه الحميده التي تجعل الانسان ذو قيم ومبادئ هي الوفاء بالوعد ويجعل الثقه
بينهم متبادله
الوفاء بالوعد
الوفاء بالوعد من الأخلاق الحميدة التي يتحلى بها الإنسان، وبه تعلو قيمته ويتصف بصفات الصالحين،
والوفاء بالوعد هو أصل الصدق ودليل الاستقامة، وهو أدب حميد وخلق كريم، وبامتثال خلق الوفاء
بالوعد
يتنامى شعور الثقة بين الأشخاص، وتتأكد روابط التعاون بين أفراد المجتمع، فيكون قاعدة لحياة الفرد
وبناء
الجماعة، وبفقد الوفاء بالوعد يفقد الناس الاستقامة والثقة ببعضهم البعض، فمن وعد وجب عليه احترام
وعده والوفاء به، لأنه أصل كرامة الإنسان في الدنيا، والطريق إلى سعادته في الآخرة،
تعريف الوفاء بالوعد
قبل الحديث عن أهمية الوفاء بالوعد، لا بد من تعريفه، فالوفاء لغة: هو “الخلق الشريف
العالي الرفيع” وفلان نذره وفاء:
أ
أيأداه وعمل به، وأوفى بالوعد والعهد: وفي، ووفى فلان حقه: أي أوفاه إياه، والوفي: هو
التام والكثير الوفاء،
وجمعها أوفياء، والوفاء اصطلاحا هو: “ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء” وقال الغزالي إن
الوفاء هو: “الثبات على الحب وإدامته إلى الموت معه، وبعد المـوت مـع أولاده وأصدقائه” وفي
تعريف آخر هو:
“أداء الحق” والتعريف الإجمالي للوفاء في المعنى اللغوي: “يعني الخلق العظـيم الـدال علـى التمـام والإكمال”،
اللوفاء أنواع عدة، وهي:
الوفاء بالعهد:
أي إتمامه وعدم نقض حفظه.
الوفاء بالعقد:
وهو ما اتفق عليه الناس، لأنهم يجب أم يكونوا عند شروطهم.
الوفاء بالوعد: وهو إتمامه وبذله من تلقاء النفس، ولو كلف النفس ثمنا باهظا.
أهمية الوفاء بالوعد الوفاء من أجمل الصفات الإنسانية، التي تسمو بالنفس البشرية لأعلى الفضائل والقيم
السامية، والوفاء صدق في القول والفعل معا، وقد جعل الله تعالى الوفاء أساسا لصلاح أمور
الناس
،وتبدو أهمية الوفاء بالوعد جلية في عدة نقاط، منها
تظهر أهمية الوفاء بالوعد واضحة في اختصاص الإنسان به:
فمن لم يتصف بالوفاء بالوعد فقد خرج من مفهوم الإنسانية.
الوفاء بالوعد أساسا لقوام أمور الناس: فالتعاون بين الناس لا يتم إلا بالتزام العهد والوفاء
به، ولولاه تنافرتا لقلوب، واضطربت معيشة البشر.
عظم الشرع الوفاء بالوعد واعتبره من الأخلاق الفاضلة: كما أن الكذب في الوعد من الأخلاق
الرذيلة التي يجب تجنبها.
تبدو أهمية الوفاء بالوعد باعتبار أن الوفاء أخ للصدق والعدل:
والغدر بالوعد ملازم للكذب والجور، لأن الوفاء هو صدق اللسان مع الفعل، والغدر تكذيب لهما؛
لأنه مع الكذب فيه نقض للعهد.
في الوفاء بالوعد بناء للأمم: وذلك من خلال تربية الأجيال على الأخلاق السامية، والقيم الرفيعة
العالية.
أقوال في الوفاء بالوعد بعد الحديث عن أهمية الوفاء بالوعد، وكونه من الصفات التي يتصف
بها الشخص
صاحب الذوق السليم والطبع الكريم، فقد ورد الكثير من الأقوال والحكم التي تمتدح خلق الوفاء
بالوعد وتحث عليه، ومن هذه الأقوال
عن الأصمعي قال: “إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى
أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه”.
عن ابن حزم: “إن من حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق الوفاء؛ وإنه لمن أقوى
الدلائل وأوضح البراهين
على طيب الأصل وشرف العنصر، وأول مراتب الوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له، وهذا
فرض لازم وحق واجب لا يحول عنه إلا خبيث المحتد، لا خلاق له ولا خير
عنده”.
عن عوف بن النعمان الشيباني أنه قال في الجاهلية الجهلاء “لأن أموت عطشا، أحب إلي
من أكون مخلاف الموعدة”.